صيام رمضان وأمراض الكبد المزمنة
بقلم د.مروة محمود بخيت
يختلف الصيام عن الحرمان من الطعام لفترات طويلة حيث ان الصيام يكون لمده أقصاها 18 ساعة
ويعتبر الكبد هو العضو المسئول عن تنظيم عمليات التمثيل الغذائي داخل الجسم
فعند تناول الطعام بكميه كافيه ومع استخدام كميه كافيه من النشويات , فان الجسم يستخدم ما يكفيه من الطاقة ثم يقوم بتخزين المتبقي من الطاقة علي هيئه جليكوجين في الكبد الذي يستهلك أثناء عدم تناول الطعام
وتعتمد الفترة التي يستطيع فيها الكبد إمداد الجسم بالكربوهيدرات علي مدي تخزينه للجليكوجين
ومن هنا نؤكد علي أهميه تناول كميه كافيه من النشويات في فتره الافطار والسحور حتي نستطيع تخزين كميه اكبر من الجليكوجين
كما يفضل تأخير السحور الي ما قبل أذان الفجر حتي لا نبدأ باستخدام هذا المخزون مبكرا خاصة إن الصيام يمتد الي فترات طويلة
كما نؤكد ان تكون الوجبة من النشويات بطيئة الهضم مثل البقوليات المطهيه ( الفول – العدس ) والعيش الأسمر والبطاطا الحلوة والبليلة
فأثناء الصيام يقل مستوي السكر بالدم مما يزيد من إخراج مخزون الكبد من السكر للحفاظ علي مستوي سكر الدم
وبعد عده ساعات من الصيام (12- 18 ساعة ) ينفذ مخزون الكبد من السكر , وقد يبدأ بعدها الجسم استخدام الدهون كبديل للطاقة في عدم وجود كميه كافيه من السكريات مما يؤدي إلي تكوين أجسام كيتونيه
( هذا قد يحدث في حالات الحرمان من الطعام لفترات طويلة تصل إلي يوم كامل ) ولكنه لا يحدث في صيام رمضان .
أما في مرضي تليف الكبد غير المتكافئ فان عمليات التمثيل الغذائي لا تتم بهذه الكيفية ولكن قد تصل بهم الحالة إلي تكوين أجسام كيتونيه وضرر بعد عدم تناول الطعام لفترات قصيرة
مما يؤثر سلبا علي الحالة التغذويه العامة ووظائف الكبد وبالتالي فان الصيام يكون من مجلبات الضرر لهؤلاء المرضي ,,,
وفي حالات كثيرة من أمراض الكبد قد يكون الصيام مفيد للحالة الصحية والتغذويه كما يؤدي إلي تحسن وظائف الكبد مثل مرض الكبد الدهني .
استنتجت بعض الدراسات أن الصيام خلال شهر رمضان يسبب فقدان في الوزن وانخفاض في مؤشر كتله الجسم والسعرات الحرارية التي ترتبط بانخفاض عدد الوجبات ,,,
كما أوضحت الدراسات أن للصيام اثر علي مستوي الدهون بالدم عن طريق زيادة مستوي الكوليسترول النافع (HDL) وخفض مستويات الكوليسترول الضار LDL)) مع انخفاض ملحوظ في نسبه الكوليسترول الكلي والدهون الثلاثية في الدم خلال صيام شهر رمضان
بالاضافه إلي أداء الصلوات (صلاه التراويح ) خلال الشهر الكريم والتي يمكن تصنيفها كأنشطه بدنيه متوسطه تسبب فقد في السعرات ,,
ولأن السمنة تعتبر واحده من أكثر أسباب الكبد الدهني , حيث ينتشر الكبد الدهني في (50-100% من المرضي الذين يعانون من زيادة الوزن والبدانة ) , فان تغيير نمط الحياة مع تقليل الوزن وزيادة النشاط البدني هو حجر الأساس في علاج الكبد الدهني
وعلي هذا فان صيام رمضان له نتائج صحية مفيدة في هؤلاء المرضي.
كما ان هناك دراسات استنتجت ان المرضي الذين يعانون من تليف كبدي متكافئ (من الدرجة البسيطة بدون وجود مضاعفات مرضيه ) وليس لديهم تاريخ من نزف في الجهاز الهضمي يمكن أن تستفيد من صوم رمضان .
معظم المسلمين الذين يعانون من أمراض مزمنة يصرون علي الصيام في رمضان علي الرغم من أن الدين قد أعفاهم من الصيام كما أن الرسول (عليه الصلاة والسلام) قال : " إن الله يحب أن تؤتي رخصه كما يحب أن تؤتي عزائمه " وهذا أكثر من تصريح بسيط بعدم الصيام ,,
وبعض مرضي الكبد يجب عليهم تجنب الصيام مثل :
مرضي الفشل الكبدي الحاد
مرحله ما قبل الغيبوبة الكبدية – والغيبوبة الكبدية
التهاب الغشاء البريتوني البكتيري
المرضي الذين يتلقون مدرات البول بجرعات كبيره لعلاج الاستسقاء أو تورم الساقين نتيجة الاوديما واحتباس السوائل بالجسم , والذي يمكن أن يسبب للمريض نقص كميه كبيره من الملح والماء في الجسم , لا سيما في فصل الصيف مع ارتفاع درجه الحرارة وساعات الصوم الطويلة.
المرضي علي علاج لمضادات الفيروسات (الانترفيرون) لأنه يمكن أن يسبب ارتفاع درجه الحرارة والغثيان والقئ .
مرضى زرع الكبد الذين يتناولون الأدوية على الأقل مرتين يوميا على سبيل المثال (الأدوية المثبطة للمناعة )
المرضى الذين يخضعون لحقن دوالي المريء بالمنظار حيث انهم أكثر عرضة لقرح الجهاز الهضمي و التهاب المعدة عند الصيام ، فأثناء الصيام تزداد لديهم حموضة المعدة خصوصا في نهار رمضان وتزيد في نهاية يوم الصوم مما يضاعف من معدلات النزف الحاد بالجهاز الهضمي.
كما أن هناك دراسات استنتجت ان مرضي التليف الكبدي المرتبط بنزيف من الجهاز الهضمي أو مرض السكري ينبغي نصحهم بعدم الصيام .
وقد أجريت دراسه مصريه استخلصت أن صيام شهر رمضان المبارك ممنوع لمرضى التليف الكبدي لزيادة مضاعفات تليف الكبد والمرضى الذين يعانون من التهاب الكبد المزمن يجب متابعتهم بصفه دوريه قبل صيام شهر رمضان المبارك.
وعلي المريض قبل البدء في الصيام استشاره الطبيب والالتزام بتوجيهاته و التماس المشورة الطبية قبل الصيام من أجل ضبط الأدوية الخاصة بهم، إذا لزم الأمر مع إجراء الفحوصات الطبية في الشهر الذي يسبق صيام رمضان خصوصا بالنسبة للمرضي الذين يعانون من أمراض مزمنة.
ولأن تقديم المشورة ومساعدة المرضى لأداء طقوسهم الدينية هي واحده من ضمن مسئوليات الطبيب مما له أثر كبير في شفائهم فمن الضروري تقديم بعض الإرشادات الخاصة بالشهر الكريم .
تعجيل الإفطار وتأخير السحور حتي نتجنب حدوث تأثيرات غير مرغوبة علي الصحة العامة
تقسيم الطعام إلى وجبات صغيرة بين الفطور والسحور.
تقطيع الطعام إلى قطع صغيرة ومضغه عدة مرات قبل بلعه لجعل الطعام أسهل في الهضم.
يجب تناول كميات كافية من السوائل خلال الليل لتعويض انخفاض الاستهلاك خلال النهار مع تقسيم السوائل ما بين الإفطار والسحور.
يجب أن تحتوي وجبه السحور علي النشويات التي تساعد على إطلاق الطاقة ببطء خلال ساعات الصيام الطويلة التي توجد في الحبوب والبذور مثل القمح والفول والعدس.
شرب الشاي الأخضر بين الوجبات.
أضافه الكركم إلي الطعام .
تجنب تناول البهارات، الفلفل الأسود, الفلفل الحار, المخللات والخل.
تجنب المشروبات المثلجة ، أو المشروبات الساخنة جدا والعرق سوس والمشروبات التي تحتوي علي ألوان صناعية.
تجنب شرب القهوة المركزة أو الشاي بكثرة.
تجنب الأطعمة المقلية.