أطفالنا والسمنة

أطفالنا والسمنة

بداية اليكم هذه الحقيقة أن 30% من الأطفال يعانون من السمنة بدرجات مختلفة أي أنه ما بين كل 10 أطفال هناك 3 أطفال يعانون من زيادة في وزنهم وهذه نسبة كبيرة جدا 

خـاصـة اذا علمنا أن 85 %مـن هـؤلاء الأطـفـال السمان سـوف يستمرون باقي حياتهم وهم على هذا الحال من البدانة وســوف تكون لسمنتهم آثــار سلبية على حياتهم الاجتماعية والعائلية والوظيفية ً فضلا عنالمشاكل الصحية العديدة التي قد يتعرضون لها

فالطفل البدين يتعرض دائما  لاحتمالات الإصــابــة بـالـتـصـاق الـفـخـذيـن وتفلطح القدمين .. ممـا يـــؤدى الــى قلة حركته ونشاطه.

والطفل البدين أكثر عرضه للإصابة بمرض السكر. ً 

والطفل السمين يتعرض أحيانا  كثيرة لمشاكل نفسيه بسبب معايرة زملائه له بزيادة وزنه وسخريتهم منه مما يؤدى به إلـى الإنـطـواء والإنــــزواء، كما يكون أكثر حساسية في التعامل مع الآخرين.

 والطفل البدين يكون أقـل تـركـيـزا في دراسته بل يكون أقل قدرة على التحصيل الدراسي.

كيف أعرف أن طفلى يعتبر سمين؟

الطفل السمين هو الطفل الـذى يكون وزنه اكثر 20 %من الوزن الطبيعي ويمكن حساب الوزن الطبيعي للأطفال حتى سن 10 سنوات بالمعادلة البسيطة الآتية

الوزن المثالي للطفل = العمر بالسنوات *2 +8 

أى أن الطفل الـــذى عـمـره 6 سنوات ً يحسب وزنه كالآتى:

6*2 + 8 = 20 كجم 

وعلينا أن نقارن وزن أطفالنا بالوزن المثالي طبقا للمعادلة السابقة 

 يمكننا حينئذ أن ً نكتشف أى زيادة فى أوزانهم مبكرا

لكن ماذا لو اكتشفنا بدانة أطفالنا؟

العامل الوراثى فى سمنة الأطفال:

تقول الأبحاث أن هناك احتمال يصل ً إلى 40 % في  أن يولد الطفل وهو يعانى من السمنة اذا كان أحد الوالدين بدينا ويصل هـذا الاحتمال الـى 80 %اذا كان أحد الوالدين من أصحاب الأوزان العالية

وعلى العكس اذا كان الوالدان رشيقان فإن احتمالات انجابهم لأطفال سمان لا تتعدى 7 %فقط.

ولـقـد أكــدت الــدراســات والأبــحــاث أن ًللعامل الوراثي دورا نسبيا  ليس في إصابة الأطـفـال بالسمنة فحسب ولـكـن أيـضـا في تعلم العادات والسلوكيات الغذائية السيئة وغير الصحية في تناولهم للطعام والتي يمارسها الآباء فنحن قدوة لأبنائنا في كل شيء.

 فالطفل يقلد والـديـه دائـمـا ً ..ويقلدهما في سلوكهما القويم والخاطئ معا

فإذا اعتاد الوالدان تناول الطعام بهدوء ونظام فـإن الطفل سـوف ينشأ كذلك .

أمـا إذا تناول الوالدان الطعام بطريقة فوضاوية وعشوائية فإن الطفل سوف يقلدهما في ذلـك السلوك وســوف يستمر على هذا السلوك الخاطئ طيلة حياته. 

قد يرث الأطفال من آبائهم الكسل أيضا والخمول وقلة الحركة وكمعلومة طريـفة فلقد لوحظ أن القطط والـكـلاب التي تتربى وسط أسرة بدينه وشرهة للطعام عادة ما نجد هذه الحيوانات سمينة أيضا مثل أصحابها.

وهـنـا الـسـؤال الـهـام: هـل معنى ذلـك أنه لا أمل للطفل المولود في أسـرة بدينة في أن ً يصبح رشيقا

والإجـابـة أن الأبـنـاء يـرثـون مـن آبائهم وأجـدادهـم الاستعداد الـوراثـي للإصابة بالسمنة وذلك في أن اجسامهم بها عدد زائـد عن الطبيعي من (الخلايا الدهنية ) ومع هذا الاستعداد اذا أكثروا من تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية فان هذه الخلايا الدهنية الزائدة 

ســوف تتفتح وتنتفخ وتتضخم وتصبح قادرة على تخزين كميات كثيرة من الدهون ويؤدى ذلك الى السمنة. أما إذا استطاع الوالدين تنظيم طعام أطفالهم وجعله طعاما متوازنا من حيث الكم و الكيف بدون إسراف ولا تفريط مع تشجيعهم دائما علي النشاط والحركة وممارسة الرياضة 

في سن مبكرة فإنهم ً يقللون حـتـمـا من احـتـمـالات الإصـابـة  بالسمنة.

الأنمـــاط الـغـذائـيـة الجديدة وانـتـشـار السمنة:

مما لا شك فيه أن زيادة انتشار السمنة بين الأطفال في السنوات الأخيرة يرجع إلى التغيرات الجديدة في أنماطنا الغذائية مـع دخـــول أغـذيـة عالية الـسـعـرات الى مائدة أطفالنا مثل البيتزا والهمبورجر والكنتاكي والشيبسي والكاراتيه وغيرها

هـذا بالإضافة إلـى السلوكيات الخاطئة في تناول الطعام مثل السرعة في تناول الطعام دون مضغ جيد وتناول وجبة واحدة في اليوم فضلا عن عدم الإهتمام بتناول الخضروات الطازجة. 

الأنمــاط الـسـلـوكـيـة الجــديــدة وانـتـشـار السمنة:

في الماضي كانت هواية الأطفال هي لعب الكرة أو نط الحبل وكـان يساعدهم فى ذلك وجود مساحات واسعة من الملاعب سواء بالمدارس أو النوادي..

وكان الإهتمام بالنشاط الرياضى يهئ أطفالنا ويساعدهم على بذل طاقتهم ولهذا كانت نسبة الأطفال السمان فى الماضي قليلة فهم يستهلكون سعرات حرارية عالية فى أنشطتهم الرياضية وألعابهم الحركية وبالتالى ليس هناك فرصة لتخزين طعامهم على شكل دهون.

أما اليوم فلقد انتشرت ألعاب الموبايل والكمبيوتر فانهم يمكثون أمامها بالساعات دون ملل أو كلل ودون أن يبذلوا أى حركة أو نشاط يذكر وبالتالى يستهلكون  القليل من السعرات الحرارية وبالطبع يصحبها زيادة أوزانهم وإصابتهم بالسمنة.

لذلك إذا شعرت الأم أن وزن الطفل في طريقه للزيادة وأن السمنة بدأت تزحف إليه عليها أن تقف مع نفسها وتراجع العادات السلوكيات الغذائية التي يتبعها الطفل فقد تكون هي السبب وراء سمنة طفلها وتعوده علي عادات غذائية جيدة بدلا من السيئة وتدربه عليها

وأهم هذه العادات هى:

تجنب تناول الطعام بين الوجبات 

الإلتزام بتناول 3 وجبات رئيسية 

تناول الفواكه أو الخضروات الطازجة

 مضغ الطعام ببطء

- تناول الطعام جالسا

الإهتمام بتناول السلطات الخضراء خــاصــة قـبـل تــنــاول الطعام

تدريب الأطفال علي الأكل بالشوكة والسكينة كي تقل كمية الطعام المتناولة وتساعدهم علي الشبع بكمية أكل أقل  

وأخيرا إليكم هذه النصائح: 

يجب أن نعلم أنه كما أنه فى الأمراض عموما الوقاية خير من العلاج كذلك فى السمنة لابد لنا أن نقى أطفالنا ً من السمنة منذ مولدهم ..

وخير بداية يجب أن تفعلها كل أم هو الرضاعه الطبيعية فلقد ثبت أن الطفل ً الذى يرضع رضاعة طبيعية يكون أقل تعرضا للسمنة من الطفل الذى يرضع من الألبان الصناعية.

يجب أن يكون توجيهنا لأطفالنا تدريجيا فلا نلزمه بالسلوكيات السليمة دفعة واحدة بل نبدأ بسلوك معين حتى يستوعبه ويلتزم به ثم ننتقل لتدريبه على سلوك أخر وهكذا.

يجب أن نتعامل مع أطفالنا بأسلوب يتصف باللين والحوار والتفاهم وعلينا أن نربى ونوجه أطفالنا بالحب وليس بالعنف وأن يكون لدينا الصبر حتى نصل للنتيجة التى نتمناها ألطفالنا.