مريض الكلي وصيام رمضان

مريض الكلي وصيام رمضان

هل يجب على مريض الكلى صيام رمضان؟

 من الناحية الدينية فإن الله سبحانه وتعالى قد أعطى رخصة إعفاء من الصيام للمرضى الذين يمثل الصيام خطرًا على سلامتهم وسلامة حالتهم الصحية والجسدية، ومن الناحية الطبية سوف نتناولها سويا.

الكلي  

يوجد عند كل إنسان كليتان – تشبه الكلية حبة الفاصوليا وتقع فى الخاصرة فى مقابل الفقرة الظهرية الثانية عشر والفقرات القطنية الثلاث العليا خلف البريتون ويبلغ طولها 12 سم،  وعرضها 7 سم، وسمكها 3 سم وتزن الكلية ما بين 130-170 جم .

وظائف الكلي

تعمل الكليتان علي  :

تنظيم كمية المياه والمحافظة علي توازن الأملاح في الجسم مثل البوتاسيوم والصوديوم

ضبط درجة الحموضة والقلوية في الدم.

تعمل كمرشح لتنقيه الدم وتخلصه من المواد السامة والمواد الضارة  ( البولينا، وحمض البوليك، والكرياتينين...)  الناتجة من عمليات التمثيل الداخلي من خلال البول.

تقوم الكلية بإفراز بعض الهرمونات التي لها علاقة بتنطيم ضغط الدم - انتاج كرات الدم الحمراء - تنشيط فيتامين (د) لترسيب الكالسيوم في العظام

العوامل التي تتداخل مع تأثير رمضان على الكلى من أهمها 

درجة حرارة الجو في رمضان:

 مجيء شهر رمضان الكريم في فصل الصيف يرتبط بتعرض للجفاف بشكل اكبر مما يؤدي إلى آثار أكثر وضوحًا على وظائف الكلى.

الأمراض المزمنة:

 الأشخاص المصابين بمشكلات الكلى تكون نسبة كبيرة منهم من مرضى السكر، وهذا يؤدي إلى وجود تأثير مزدوج للصيام على المريض.

الحالة الصحية العامة:

وجود مشكلات صحية عامة مثل سوء التغذية أو البدانة أو تدهور الحالة النفسية يعتبر من العوامل المؤثرة بشدة على صحة الجسم أيضًا.

استقرار الحالة:

 استقرار مريض الكلى يتوقف على انتظامه على تناول الدواء بجرعات صحيحة مع حدوث تحسن وثبات في نتائج وظائف الكلى.

إن أمراض الكلى ليست مرضاً واحداً، وإنما هي أمراض متعددة  و تتفاوت في درجة حدتها من حالة إلى أخرى".

وعند الحديث عن تأثير الصيام على الكلى والجهاز البولي يمكن تقسيم المرضى الى عدة مجموعات رئيسية: 

مرضي القصور الكلوي الحاد .

مرضى القصور (الفشل ) الكلوي بأنواعه :-

 مرضى القصور الكلوي المزمن و درجاته.

مرضى الغسيل الكلوي (دموي – بريتوني).

مرضى زراعة الكلى

مرضى حصوات الكلي .

مرضي التهاب قناة مجري البول (الحاد والمزمن )

أولاً:- مرضى القصور الكلوى الحاد

 

 

يظهرالقصور الكلوي الحاد  بسرعة نتيجة أسباب مختلفة قد لا تكون للكلى بها أى علاقة .. والأمل فى إستعادة الكلى لوظائفها كبير

 أسبابه 

نقص كمية الدم أو البلازما أو السوائل (كما فى حالات النزف الداخلى أو الخارجى أو فقد كمية سوائل كبيرة عن طريق الأمعاء أو الكلى أو الجلد دون تعويض)

أو بسبب انخفاض ضغط الدم الشديد

أو هبوط القلب

مرض تخسر (أو موت أو تنكرز) الأنابيب الكلوية الحاد نتيجة انخفاظ شديد فى ضغط الدم

بعض الأدوية والمضادات الحيوية والمسكنات والزئبق ومدرات البول وعقاقير الصبغة المحتوية على اليود والتسممم بالرصاص والزئبق والزرنيخ

انسداد مجرى البول ( الحالب أو المثانة ...) وقد يكون الإنسداد بسبب حصاة أو تليف أو ورم سرطانى أو تضخم شديد بالبروستاتا.

وهؤلاء المرضي  ينبغى عدم الصوم بصفة مؤقتة لحين استعادة الكلية وظائفها الطبيعية وذلك بعد استشارة طبيب الكلي المعالج .

ثانياً:- القصور ( الفشل) الكلوي بأنواعه 

مرضى القصور الكلوي المزمن بدرجاته 

 

 

يحدث القصور الكلوي  المزمن بشكل متدرج وبسببه يزداد تراكم السموم بالجسم وينتج عن أسباب مرضية مزمنة أصابت الكلى ،

وبالتالى فإن استعادة الكلى لوظيفتها أمر بعيد الاحتمال وهنا يتم التركيز علي  تأخير معدل تقدم المرض قدر الإمكان ، حتى إذا وصل إلى الفشل الكلوى النهائي  أستبدلت وظيفة الكلى بالديلزة ( الدموي والبريتوني ) أو بزرع كلية جديدة. ،

 وغالبا يكون من أهم اسباب  القصور الكلوي الإصابة بعدد من الأمراض المزمنة مثل

السكري

ارتفاع ضغط الدم

بعض التهابات الكلية

تكيس الكلية

التدفق الارتجاعي المثاني المحلبي للبول

الإفراط فى استخدام المسكنات وبعض العقاقير بصفة مزمنة دون احتراس

داء النقرس 

وينقسم مرضي القصور الكلوي إلي خمس درجات حسب المرحلة التي تمر بها الكلي من تدهور كالتالي 

الدرجة الاولي و الثانية:-

وهي البسيطة ويسمح لهؤلاء المرضي بالصيام بعد استشارة الطبيب الخاص بهم ولكن يجب عليهم :

1. تعويض الجفاف الناتج عن الصيام بالسوائل بكميات جيدة ليلا وخاصة عند السحور.

2.الاعتدال في تناول البروتينات والاغذية الغنية بالاملاح والبوتاسيوم

3. تجنب التعرض لدرجات حرارة مرتفعة واشعة الشمس لفترات طويلة مما يزيد من جفاف الجسم في ساعات الصيام .

ويجب ايضا علي هؤلاء المرضي قبل الصيام مراجعة الطبيب المعالج بخصوص مواصلة تناول بعض الأدوية كمدرات البول

الدرجة الثالثة و الرابعة :-

ينبغي أولا عمل الفحوصات اللازمة لبيان قدرة الكلي علي التركيز وبناءاً عليه يتم اتخاذ القرار بالصيام من عدمه

مع الوضع في الاعتبار المرضي المصابين بامراض مزمنة اخري مثل مرض السكر وخصوصاً النوع الاول المعتمدين علي الانسولين والتي لاتتناسب طريقة العلاج مع الصيام فيستوجب عليهم الافطار .

 الدرجة الخامسة :-

هي المرحلة التي يتم وضع المريض فيها علي احدي وسائل العلاج البديلة للكلي وهي الغسيل الكلوي ( دموي أو بريتوني ) أو زراعة كلي .

إرشادات عامة لمرضى الكلى المزمنين تتضمن:

1 – تقليل كميات الملح في الطعام.

2 – تحديد كمية السوائل باحتياج الجسم فقط وعدم تناول كميات زائدة.

3 – تقليل الأطعمة الغنية بالصوديوم.

4 – تقليل الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم.

5 – تقليل محتوى الفسفور في الطعام.

6 – تحديد وضبط كميات البروتين حسبما تستدعي حالتك

فمن الضروري لمريض القصور الكلوي المزمن مراجعة الطبيب المتابع وأخصائي التغذية لحالته لأخذ النصيحة الطبية والعذائية  حسب حالته المرضية  ودرجاتها لتحديد مدي امكانية الصوم من عدمه .

 

 

مرضى الغسيل الكلوي الدموي 

 

 

يجب علي مرضي الغسيل الدموي بعدم الصيام وخصوصا يوم جلسة الغسيل  ونظرا لرغبة بعض المرضي بالصيام وارتباطها بالجانب النفسي للمريض

فيمكن الصوم من الناحية الطبية في الايام التي لا يتم  فيها إجراء جلسات الغسيل بعد تقييم حالة المريض من قبل الطبيب المعالج مع الإلتزام بالتالي :

* الاعتدال في تناول السوائل وذلك لأن الإفراط في شرب  السوائل يؤدي إلى زيادة حادة في سوائل الجسم ينبغي الانتباه أن كلمة السوائل لا تعني المياه فقط بل كافة أنواع السوائل والعصائر والمشروبات الرمضانية المتنوعة

* الاعتدال في تناول السوائل الاطعمة البروتينية حيث أن زيادة كمية البروتين يؤدي إلى زيادة تركيز اليوريا في الدم

* تقليل الصوديوم في الأطعمة المتناولة حيث من أهم مصادر الصوديوم التي يجب تجنبها: - ملح الطعام- رقائق البطاطس- المكسرات- اللحوم الباردة- الجبن الخضروات المعلبة والمحفوظة .

* ويمكن استخدام بدائل صحية لإضافة نكهة للطعام فتشمل: - الليمون – بعض البهارات والتوابل  مثل الكمون والكسبرة ... - الثوم.

* تجنب تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم كالموز والمشمش والتين وقمر الدين و الزبيب والطماطم والعدس واللبن والتمر بحيث يتم تحديد كمية التمر في اليوم بحبة إلي ثلاث حبات

وذلك تفاديا لحدوث زيادة شديدة في نسبة البوتاسيوم في الدم. ويمكن أن يبدأ فطوره بكأس من الماء أو عصير تفاح أو البطيخ .....

* تجنب تناول الاغذية الغنية بالفوسفور منها اللحوم الحمراء – الكبدة والكلاوي – صفار البيض- الطحينة – المشروبات الغازية بكافة أنواعها مع تقليل كمية الالبان المتناولة الي كوب صغير من الزبادي او اللبن خلال اليوم فقط ...... الخ

وبالنسبة لمرضى الغسيل الكلوي الذي يعانون من مرض السكري فيفضل الإفطار خاصة إذا كانوا ممن يستخدمون حقن الأنسولين وذلك لما للصوم من أضرار صحية على حالتهم وزيادة احتمالات تعرضهم للغيبوبة من جراء انخفاض أو ارتفاع نسبة السكر في الدم.

 

مرضي الغسيل البريتوني 

ينطبق علي هؤلاء المرضي نفس الشروط الخاصة بعدم الصيام لمرض الغسيل الدموي ولكن في حالة رغبة واصرار المريض علي الصيام يمكن استخدام محاليل الغسيل البريتوني واجراء الجلسات في  الفترة من المغرب الي الفجر

أو باستخدام ماكينة الغسيل البريتوني الاتوماتيكية في تلك الفترة ايضاَ.

 

 

ثالثاً:- مرضي زراعة الكلى

 

 

 اوصت دراسات عديدة  بعدم الصوم خلال السنة الأولى بعد عملية زراعة الكلى .

ولكن يمكن لمريض الكلى المزروعة أن يصوم بعد مرور عام من زراعة الكلى له إذا كان الجسم قد توافق مع الكلية المزروعة بشكل جيد واستعادت كفاءتها ويتم التأكد من ذلك بعد اجراء الفحوصات وعدم تعارض مواعيد تناول الأدوية مع فترات الصيام

 

  لذا يجب علي المريض ضرورة المتابعة مع الطبيب المعالج لتنظيم مواعيد تناول الادوية ومثبطات المناعة اللازمة

 أما بالنسبة لمرضى زراعة الكلى الذين لم تستقر حالتهم، فقد يؤدي الصيام إلى تأثيرات ضارة على الكلى المزروعة والجسم، لذلك  يجب عليهم استشارة  الطبيب قبل الصيام للقيام في الفحوصات اللازمة واتخاذ القرار الصحيح بناء على نتائج الفحوصات.