ريجيم الوجبة الواحدة
(الريجيم أحادي الغذاء)
د. منى راداميس
أخصائية التخسيس والتغذية العلاجية
عضو الجمعية الأمريكية لعلاج السمنة
هو ريجيم مشهور وسط الشباب على مدار الأجيال ومن أشهرها ريجيم الشوربة وريجيم الموز وريجيم الجريب فروت وغيرها كثيراً.
والواقع أن كل هذه النظم … هي نظم لا تقوم على أساس علمي سليم بل تؤدى إلى الكثير من المخاطر الصحية إذا استمر هؤلاء الشباب على هذه النظم فترات طويلة.
إن الغرض الذى تقوم عليه هذه النظم التى تعتمد على نوع واحد من الطعام طوال اليوم أو ما يطلق عليه Mono Diet … أقول أن الغرض منه هو خفض الوزن السريع فى خلال أربع أيام مع التمتع بالشبع الدائم وملئ البطن بدون حدود … فلا حدود لهذا النظام ولا عدد للوجبات … فالأكل مفتوح والوجبات مفتوحة.
وغالبية هؤلاء الشباب يكونون على موعد مع فرح أو احتفال أو مناسبة وتذكروها فجأة ويريدون أن يظهروا فى كامل رونقهم ورشاقتهم فى هذه الاحتفالات من جسم رشيق وجميل.
هنا أقول نعم لو طبقنا هذا النظام عند اللزوم مرة كل عدة شهور … فلا بأس …
أما أن يكون ذلك هو أسلوب حياتى فذلك مرفوض.
فالغذاء المتوازن والذى يحتوى على كافة العناصر الغذائية هو مبدأ رئيسي خاصة للشباب فى مرحلة النمو والدراسة وحتى لا يؤثر ذلك عليهم بالسلب.
ريجيم الشوربة … أفضلها :-
على كل حال يظل ريجيم الشوربة هو أفضلها وأقلها ضرراً … فطبق الشوربة إذا تم تحضيرها بعناية مع إضافة بعض الخضروات والشعرية عليها … يمكن أن تقترب من وجبة صحية مفيدة تحتوى على الكثير من العناصر الغذائية.
لكن كما ذكرنا لا يمكن لأى شاب أو شابه أن تتبع مثل هذه النظم باستمرار والأفضل أن نستعد لأى مناسبة أو احتفال من قبلها بوقت كافى حتى يتم إتباع الريجيم الذى يحقق الهدفين معاً "جسم رشيق وصحة جيدة ووجهاً كله إشراقاً ونضارة".
كيف نساعد أطفالنا على إنقاص وزنهم بدون حرمان
بداية اليكم هذه الحقيقة أن 30% من الأطفال يعانون من السمنة بدرجات مختلفة .. أي أنه ما بين كل 10 أطفال يوجد 3 أطفال يعانون من زيادة في وزنهم .. وهي نسبة مخيفة ؟
خاصة اذا علمنا أن 85% من هؤلاء الأطفال السمان سوف يستمرون باقي حياتهم وهم على هذا الحال من البدانة وسوف تكون لسمنتهم آثار سلبية على حياتهم الاجتماعية والعائلية والوظيفية فضلاً عن المشاكل الصحية العديدة التي قد يتعرضون لها
فالطفل البدين يتعرض دائماً لاحتمالات الإصابة بالتصاق الفخذين وتفلطح القدمين .. مما يؤدى الى قلة حركته ونشاطه.
والطفل البدين أكثر عرضه للإصابة بمرض السكر.
والطفل السمين يتعرض أحياناً كثيرة لمشاكل نفسيه بسبب معايرة زملائه له بزيادة وزنه وسخريتهم منه مما يؤدى به إلى الانطواء والانزواء، كما يكون أكثر حساسية في التعامل مع الأخرين.
والطفل البدين يكون أقل تركيزاً في دراسته بل يكون أقل قدرة على التحصيل الدراسي.
الطفل السمين هو الطفل الذى يكون وزنه اكثر 20% من الوزن الطبيعي ويمكن حساب الوزن الطبيعي للأطفال حتى سن 10 سنوات بالمعادلة البسيطة الأتية
الوزن المثالى للطفل = العمر بالسنوات × 2 + 8
أى أن الطفل الذى عمره 6 سنوات يحسب وزنه كالأتى:
6 × 2 + 8 = 20 كجم تقريباً
وبمقارنة وزن أطفالنا بالوزن المثالى طبقا للمعادلة السابقة يمكننا حينئذ أن نكتشف أى زيادة فى أوزانهم مبكراً ولكن ماذا لو اكتشفنا بدانة أطفالنا؟
العامل الوراثى فى سمنة الأطفال:
تقول الأبحاث أن هناك احتمال يصل إلى 40% في أن يوجد الطفل وهو يعانى من السمنة اذا كان أحد الوالدين بديناً ويصل هذا الاحتمال الى 80% اذا كان كلا الوالدين من أصحاب الاوزان العالية وعلى العكس اذا كان الوالدان رشيقان فإن احتمالات انجابهم لأطفال سمان لا تتعدى 7% فقط.
ولقد أكدت الدراسات والأبحاث أن للعامل الوراثي دوراً نسبياً ليس في أصابه الأطفال بالسمنة ولكن أيضا في تعلم العادات والسلوكيات الغذائية السيئة والغير صحية في تناولهم للطعام والتي يمارسها الاباء بل ونوعية المأكولات التي يتناولها الاباء فنحن قدوة لأبنائنا في كل شيء.
فالطفل يقلد دائماً والديه ويقلدهما في سلوكهما القويم والخاطئ معاً .. فاذا اعتاد الوالدان تناول الطعام بهدوء ونظام فإن الطفل سوف ينشأ كذلك . أما إذا تناول الوالدان الطعام بطريقة فوضاوية وعشوائية فإن الطفل سوف يقلدهما في ذلك السلوك وسوف يستمر على هذا السلوك الخاطئ طيلة حياته.
أيضاً قد يرث الأطفال من ابائهم الكسل والخمول وقلة الحركة وكمعلومة طريـفة فلقد لوحظ أن القطط والكلاب التي تتربى وسط أسرة بدينه وشرهة للطعام عادة ما نجد هذه الحيوانات سمينة أيضا مثل أصحابها.
وهنا السؤال الهام: هل معنى ذلك أنه لا أمل للطفل المولود في أسرة بدينة في أن يصبح رشيقاً
والإجابة أن الأبناء يرثون من ابائهم واجدادهم الاستعداد الوراثي للإصابة بالسمنة وذلك في أن اجسامهم بها عدد زائد عن الطبيعي من الخلايا الدهنية (المخازن الدهنية) ومع هذا الاستعداد اذا أكثروا من تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية فان هذه الخلايا الدهنية الزائدة سوف تتفتح وتنتفخ وتتضخم وتصبح قادرة على تخزين كميات كثيرة من الدهون ويؤدى ذلك الى السمنة.
أما إذا استطاع الوالدين تنظيم طعام اطفالهم وجعله طعاما متوازناً من حيث الكم والكيف بدون اسراف ولا افراط مع تشجيعهم دائماً على النشاط والحركة وممارسة الرياضة في سن مبكرة فانهم يقللون حتماً من احتمالات الإصابة بالسمنة.
الأنماط الغذائية الجديدة وانتشار السمنة:
مما لا شك فيه أن زيادة انتشار السمنة بين الأطفال في السنوات الأخيرة يرجع إلى التغيرات الجديدة في أنماطنا الغذائية مع دخول أغذية عالية السعرات الى مائدة أطفالنا مثل البيتزا والهمبورجر والكنتاكي والشيبسي والكاراتيه وغيرها هذا بالإضافة إلى السلوكيات الخاطئة في تناول الطعام مثل السرعة في تناول الطعام دون مضغ جيد وتناول وجبة واحدة في اليوم فضلا عن عدم الاهتمام بتناول الخضروات الطازجة.
الأنماط السلوكية الجديدة وانتشار السمنة:
في الماضي كانت هواية الأطفال هي لعب الكرة أو نط الحبل وكان يساعدهم فى ذلك وجود مساحات واسعة من الملاعب سواء بالمدارس أو النوادي.
وكان الاهتمام بالنشاط الرياضى يهئ اطفالنا ويساعدهم على بذل طاقتهم ولهذا كانت نسبة الأطفال السمان فى الماضي قليلة فهم يستهلكون سعرات حرارية عالية فى أنشطتهم الرياضية والعابهم الحركية وبالتالى ليس هناك فرصة لتخزين طعامهم على شكل دهون.
أما اليوم فلقد انتشرت ألعاب الأتارى والكمبيوتر فانهم يمكثون امامها بالساعات دون ملل أو كلل ودون أن يبذلوا أى حركة أو نشاط يذكر وبالتالى لا يستهلكون الا القليل من السعرات الحرارية والبحثية بالطبع زيادة أوزانهم وإصابتهم بالسمنة.
لابد أن نعلم أن اى نظام غذائى (ريجيم) يوصف للأطفال لابد أن يوضع بعناية بمعرفة طبيب متخصص حتى يكون البرنامج متوازناً ولا يؤثر على النمو الطبيعي للطفل ولا يتعارض مع تحصيله الدراسى.
انني أعلم أن هناك صعوبة فى اذعان الطفل لقرارات الوالدين فى تقنين الأغذية له كما أن الطفل لا يوجد عنده ما يسمى بالعزيمة لتخفيف الوزن اذا كان بديناً.
وأعلم أيضاً إنه رغم رقابة الأسرة للطفل داخل البيت الا أنه يصعب مراقبة مأكله ومشربه فى المدرسة أو الشارع
لكن اذا شعرات الأم أن وزن طفلها فى طريقه الى الزيادة وأن السمنة بدأت تزحف اليه عليها أن تقف مع نفسها وتراجع العادات والسلوكيات الغذائية التى يتبعها طفلها فقد تكون هى السبب وراء سمنة طفلها وهناك بعض العادات والسلوكيات الغذائية الجيدة ينبغى على الأمهات أن تثبتها فى طفلها وتدربه عليها حتى تحميه من الأصابة بالسمنة.
وأهم هذه العادات هى:
الالتزام بتناول 3 وجبات رئيسية مع تجنب تناول الطعام بين الوجبات بقدر الامكان وعند الضرورة يتم تناول الفواكه أو الخضروات الطازجة فسمنة الأطفال عادة ما تنشأ من الأطعمة المتناولة بين الوجبات الرئيسية
تناول الطعام جالساً مع تجنب تناوله واقفاً وعلى الطفل مضغ الطعام ببطء دون استعجال فالأكل السريع يملأ المعدة بكثير من الأطعمة ويساعد على زيادة الوزن.
الاهتمام بتناول السلطات الخضراء الغنية بالطماطم والخيار والجزر والفلفل الأخضر وخاصة قبل تناول الطعام فالسلطات تملأ حيزاً كبيراً من معدتهم وتقلل من تناولهم للأطعمة عاليه السعرات ومن ثم تساعدهم فى علاج سمنتهم وحمايتهم من زيادة وزنهم.
الاهتمام بتعليم الأطفال أن يتناولوا طعامهم بالشوكة والملعقة الصغيرة فهذا يقلل من تناولهم للأطعمة ويساعدهم على الشبع بأقل كمية من الطعام ويدرب الأطفال على أن ينتظروا حتى يتم مضغ وبلع الطعام قبل اعادة ملئ الفم مرة أخرى
مواصفات الريجيم الجيد للأطفال السمان :
بداية لابد أن نعلم أن كلمة (ريجيم) ليس معناها (الحرمان) كما يعتقد بعض الناس ولكن كلمة ريجيم تعنى (نظام) وريجيم غذائى تعنى نظاما فى الغذاء والتغذية فالمطلوب هو
نظام فى كمية ونوعية الطعام نظام فى مواعيد تناول الطعام
نظام فى عدد الوجبات اليومية نظام فى طريقة تناول الطعام
وحتى لا يكون للريجيم الغذائى مشكلات نفسية وصحية على الطفل السمين هناك عدة مواصفات لهذا الريجيم ليؤدى الغرض منه فى حماية وعلاج الطفل من السمنة ومشكلاتها:-
أن يحتوى الريجيم الموصوف على كافة العناصر الغذائية المختلفة كالبروتينات والكربوهيدرات والدهون والفيتامينات والاملاح المعدنية وعلينا أن نعلم أن نقص أى عنصر من العناصر الخمسة السابقة قد يؤثر على نمو الطفل.
أن يحتوى على نسبة كافية من الماء والسوائل.
ألا يؤثر الريجيم الموصوف على نشاط وحيوية الطفل أو يؤثر بالسلب على تحصيله العلمى واستيعابه للدروس والواجبات.
أن يعمل هذا الريجيم على انقاص وزن الطفل تدريجيا وليس دفعة واحدة.
أن لا يستخدم العنف والقسوة فى الزام الطفل باتباع الريجيم بل يجب أن يتبنى الطفل بنفسه فكرة الريجيم.
أن لا يقتصر الريجيم على وجبة واحدة يوميا بل يقسم إلى 3 وجبات رئيسية.
الا يشعر الطفل بالحرمان الشديد أو التجويع مع الريجيم المستخدم لانقاص وزنه حتى لا يؤثر على نفسيته.
يجب على كل أم أن تراعى الطهى الصحى لأسرتها فالمشويات والمسلوق خيرا من المقليات والمحمرات .... وعصائر الفواكه الطازجة خير من المياه الغازية والدواجن المنزوعة الجلد والأسماك خير من اللحوم الحمراء وهكذا
وأخيراً إليكم هذه النصائح:
يجب أن نعلم أنه كما أنه فى الأمراض عموماً الوقاية خير من العلاج كذلك فى السمنة لابد لنا أن نقى أطفالنا من السمنة منذ مولدهم .. وخير بداية يجب أن تفعله كل أم هو الرضاعه الطبيعية فلقد ثبت فعلاً أن الطفل الذى يرضع ثدي أمه يكون أقل تعرضاً للسمنة من الطفل الذى يرضع من الألبان الصناعية.
يجب أن يكون توجيهنا لأطفالنا تدريجياً فلا نلزمه بالسلوكيات السليمة دفعة واحدة بل نبدأ بسلوك معين حتى يستوعبه ويلتزم به ثم ننتقل لتدريبه على سلوك أخر وهكذا.
يجب أن نتعامل مع أطفالنا بأسلوب يتصف باللين والحوار والتفاهم وعلينا أن نربى ونوجه أطفالنا بالحب وليس بالعنف لا بالشدة وأن يكون لدينا الصبر حتى نصل للنتيجة التى نتمناها لأطفالنا.